ايقتل المسلمون في بيوت الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد قدوة المجاهدين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد
ففي جعبتي الشيء الكثير فيما يخص الغلاة فكرهم وفعلهم لكن على عجالة شيء نبرء به إلى الله أيُقتل المصلون في بيت الله وباسم الدين والجهاد وتتكرر الجريمة... ومن يعرف حال هؤلاء وماهم عليه من بلايا لا يجد من نفسه إلا أن يقول
(( لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ )).
....أخي المسلم يقول الله تعالى
((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا))
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } فوجوب التبين والتثبت وعدم التسرع في إصدار الأحكام على الناس توجيه قرآني حري بالمؤمن أن يسلكه ويحذر مخالفته0
وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام في التحذير والوعيد في تكفير المسلم بغير بينة ودليل ما يردع التقي عن أن يقدم على هذا المرتقى الصعب والذي يحجم عنه العلماء،
يقول -صلى الله عليه وسلم-: "من دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله. وليس كذلك إلا حار عليه". رواه مسلم.
ويقول -صلى الله عليه وسلم-: " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما". رواه البخاري .
ويقول صلى الله عليه وسلم : "أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً فإن كان كافراً وإلا كان هو الكافر". رواه أبو داود
وأحاديث غيرها كثير، فاحذر أخي المسلم من الجرأة على التكفير، فإن من ثبت إسلامه بيقين لا يزول بالشك، ولا بالظنون، ولا بالأمور الخفية والملتبسة مع اعتقادنا بأن كلمة (كفر و كافر وشرك و مشرك ) أحكام شرعية لا يحق لأي أحد منا أن يتجاهلها أو يلغيها من قاموس الإسلام والمسلمين فالله تعالى قد قسم خلقه إلى مؤمن به وكافر
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ } [ التغابن : 2 ]
إلا أن هذه الأحكام لها شروطها وموانعها فلا يحق لمن ليس بأهل أن يتكلم فيها ويحكم بها فهي ليست بالأمر الهين كما يتصور بعض سفهاء الأحلام ،فإنك تجد اليوم من يحكم على الناس أوعلى فلان بالكفر وهو لم يمر على إسلامه أو التزامه إلا بضع سنوات و بعضهم أشهر ، والبعض منهم أصبح دليل التزامه بدينه وأنه على الجادة في عقيدته هو تكفير مخالفيه واسئل عن ( بوكا) معتقل الأمريكان وعن ( كروبر) سجن المطار ،تسمع ما تشيب له الرؤوس وستبكي على الحال الذي يعيشه المعتقلون من ظلم هؤلاء الغلاة مالم يجدوه من الكافرين.هم الخصوم وهم القضاة وهم ينفذون بما يقضون ، يعلمون الشاب البسيط المتحمس تكفير من هم معه في السجن!! وهم جميعا يكابدون مرارة السجن وفراق الأهل والأحبة مع أن تهمة الإعتقال لكليهما هو ( الجهاد ) لمجرد أنه لم يوافقهم في منهجهم، بل عندهم التكفير بالجملة التكفير المناطقي (منطقة بأكملها تعتبر عندهم مرتده ) ، ولم يمنعهم هذا الحال والواقع الذي هم فيه من اعتقال في سجون الكافرين من أن يكفروا إخوانهم ومن معهم في خندق الجهاد بل تجاوزوا ذلك فاستباحوا دمائهم فقتلوا من تمكنوا منه من المعتقلين بل من المجاهدين !! عافانا الله من ذلك كله ، وعندهم من البلايا الكثير مما تحيله العقول السليمة.
ويكفي في التحذير من التكفير أخي في الله أن تعلم أن الخارجي عبد الرحمن بن ملجم جره غلوّه إلى قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع علمه بأنه صحابي ومن أهل بدر ومن أهل بيعة الشجرة وممن نزل فيه القرآن بالرضا عنه وأنه زوج بضعة الرسول وأنه الزاهد العابد كل هذا وغيره لم يمنع ذلك الخارجي من قتله وهو خارج إلى صلاة الفجر يوم الجمعة في شهر رمضان وظن بفعله هذا أن ينال رضوان الله وجنته وقد وصفه بعض الخوارج وهو عمران بن حطان بالتقي فقال
لله در المرادي الذي سفكت ...كفاه مهجة شر الخلق إنسانا
أمسى عشية غشاه بضربته ... مما جناه من الآثام عريانا
ياضربة من تقي ماأراد بها ..إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
وإني لأذكره حيناً فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا
فرد عليه ابن المبارك فقال :
بل ضربة من شقي أوردته لظى وسوف يلقى بها الله غضباناً
وقد امتنع النبي عليه الصلاة والسلام من قتل رجل
فقال ( لعله يصلي ) كما في الحديث أن ذلك الرجل قال يا رسول الله اتق الله ! فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أولست بأحق أهل الأرض أن أتقي الله ثم أدبر فقام إليه خالد سيف الله فقال : يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ فقال لا إنه لعله يصلي قال : إنه رب مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال : إني لم أؤمر أن أشق قلوب الناس ولا أشق بطونهم فنظر إليه صلى الله عليه و سلم وهو مقفى فقال : ( إنه سيخرج من ضئضىء هذا قوم يتلون كتاب الله لا يتجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) قال عمارة : فحسبت أنه قال : ( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود ) صحيح ابن حبان - (1 / 205) وفي رواية الصحيحين ((لأقتلنهم قتل عاد))


وقتل عاد قال الله تعالى فيه ((فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ))
وكذلك امتنع عليه الصلاة والسلام من قتل أبي بن سلول رأس المنافقين خشية أن يٌقال محمد يقتل أصحابه،



فإذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام لم يقتل ب( لعله يصلي ) فكيف بمن يقتل المصلي بين يدي الله تعالى وفي بيت الله ، يدخل أحدهم فيفجر نفسه فيقتل جملة المصلين من أجل قتل شخص أو اثنين ممن يعتقد حل دمهم ،



ويبرر لنفسه بأن من يٌقتل ممن لا يستحق القتل بأنه يٌبعث على نيته ، يفجعون عوائل المسلمين ترمل النساء وتثكل، وييتم الأطفال ب (يبعث على نيته ) وكما قال عليه الصلاة والسلام ليس الخبر كالمعاينة أخي المسلم ، فلم تسلم مساجدنا منهم ولا مصلينا بل يكفيهم إثما أن المساجد بمصليها والأئمة والخطباء على تخوف ووجل واحتياطات أمنية وحرس وخاصة في الجمع والأعياد كل هذا خشية أن يأتي أحدهم فيفجر نفسه بين جموع المصلين أو عند الخروج من المسجد، لوجود شخص أو أكثر في المسجد ممن يريد قتله، فأين حرمة بيوت الله !!

نعوذ بالله من المنطق الفرعوني (( ما أريكم إلا ما أرى )) ومن المنطق البوشي ((من لم يكن معي فهو ضدي))
اللهم اهدنا وعافنا واعف عناواغفر لنا وانصرنا

مشكووورهـ

جزااك الله الف خير

مشكووورة